کد مطلب:90763 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141

کتاب له علیه السلام (33)-کان یکتبه إِلی بعض أکابر أصحابه















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ إِلَی الْمُقَرَّبینَ فِی الأَظِلَّةِ، الْمُمْتَحَنینَ بِالْبَلِیَّةِ، الْمُسَارِعینَ فِی الطَّاعَةِ، الْمُسْتَیْقِنینَ بِالْكَرَّةَ.

تَحِیَّةً مِنَّا إِلَیْكُمْ، وَ سَلاَمٌ عَلَیْكُمْ.

أَمَّا بَعْدُ، فَ[1] إِنَّ اللَّهَ تَعَالی قَدْ خَصَّكُمْ بِالإِسْلاَمِ وَ اسْتَخْلَصَكُمْ لَهُ، وَ ذَلِكَ لأَنَّهُ اسْمُ[2] سَلاَمَةٍ، وَ جِمَاعُ[3] كَرَامَةٍ.

إِصْطَفَی اللَّهُ تَعَالَی مَنْهَجَهُ، وَ بَیَّنَ حُجَجَهُ، وَ وَصَفَهُ وَحَدَّهُ وَ وَصَفَ أَخْلاَقَهُ، وَ جَعَلَهُ رَصّاً،

وَ أَرَّفَ أُرَفَهُ، وَ وَصَلَ أَطْنَابَهُ، وَ أَكَّدَ میثَاقَهُ.

وَ فِی الْقُرْآنِ بُنْیَانُهُ وَ بَیَانُهُ، وَ حُدُودُهُ وَ أَرْكَانُهُ، وَ مَوَاضیعُ مَقَادیرِهِ، وَ وَزْنُ میزَانِهِ، میزَانِ الْعَدْلِ،

[صفحه 812]

وَ حُكْمِ الْفَصْلِ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَخَلَ حُفْرَتَهُ أَتَاهُ مَلَكَانِ:

أَحَدُهُمَا مُنْكَرٌ، وَ الآخَرُ نَكیرٌ.

فَأَوَّلُ مَا یَسْأَلاَنِهِ عَنْ رَبِّهِ، ثُمَّ عَنْ نَبِیِّهِ، ثُمَّ عَنْ وَلِیِّهِ، فَإِنْ أَجَابَ نَجَا، وَ إِنْ تَحَیَّرَ عَذَّبَاهُ.

فَقَالَ قَائِلٌ: فَمَا حَالُ مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ، وَ عَرَفَ نَبِیَّهُ، وَ لَمْ یَعْرِفْ وَلِیَّهُ ؟.

فَقَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: ذَلِكَ مُذَبْذَبٌ، لاَ إِلی هؤُلاَءِ وَ لاَ إِلی هؤُلاَءِ، وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبیلاً[4].

قیلَ: فَمَنِ الْوَلِیُّ یَا رَسُولَ اللَّهِ ؟.

فَقَالَ: وَلِیُّكُمْ فی هذَا الزَّمَانِ أَنَا، وَ مِنْ بَعْدی وَصِیّی عَلِیُّ، وَ مِنْ بَعْدِهِ وَصِیُّهُ، وَ لِكُلِّ زَمَانٍ عَالِمٌ یَحْتَجُّ اللَّهُ بِهِ، كَیْلاَ تَقُولُوا كَمَا قَالَ الضُّلاَّلُ قَبْلَكُمْ حینَ فَارَقَهُمْ نَبِیُّهُمْ: لَوْ لاَ أَرْسَلْتَ إِلَیْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آیَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزی[5].

وَ إِنَّمَا كَانَ تَمَامُ ضَلاَلَتِهِمْ جَهَالَتُهُمْ بِالآیَاتِ، وَ هُمُ الأَوْصِیَاءُ، فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ: قُلْ كُلُّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِیِّ وَ مَنِ اهْتَدی[6].

وَ إِنَّمَا كَانَ تَرَبُّصُهُمْ أَنْ قَالُوا: نَحْنُ فی سَعَةٍ عَنْ مَعْرِفَةِ الأَوْصِیَاءِ حَتَّی نَعْرِفَ إِمَاماً[7].

وَ إِنَّمَا الأَئِمَّةُ قُوَّامُ اللَّهِ عَلی خَلْقِهِ، وَ عُرَفَاؤُهُ عَلی عِبَادِهِ، لاَ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ، وَ لاَ یَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَ أَنْكَرُوهُ، لأنَّهُمْ عُرَفَاءُ الْعِبَادِ، عَرَّفَهُمُ اللَّهُ إِیَّاهُمْ عِنْدَ أَخْذِ الْمَوَاثیقِ عَلَیْهِمْ بِالطَّاعَةِ لَهُمْ، فَوَصَفَهُمْ فی كِتَابِهِ فَقَالَ جَلَّ وَ عَزَّ: وَ عَلَی الأعْرَافِ رِجَالٌ یَعْرِفُونَ كُلاً بِسیمَاهُمْ[8].

وَ هُمُ الشُّهَدَاءُ عَلَی النَّاسِ، وَ النَّبِیُّونَ شُهَدَاءُ لَهُمْ بِأَخْذِهِ مَوَاثیقَ الْعِبَادِ بِالطَّاعَةِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ:

فَكَیْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهیدٍ وَ جِئْنَا بِكَ عَلی هؤُلاَءِ شَهیداً یَوْمَئِذٍ یَوَدُّ الَّذینَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا

[صفحه 813]

الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّی بِهِمُ الأَرْضُ وَ لاَ یَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدیثاً[9].

وَ كَذَلِكَ أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالی إِلی آدَمَ: أَنْ یَا آدَمُ، قَدِ انْقَضَتْ مُدَّتُكَ، وَ قُضِیَتْ نُبُوَّتُكَ،

وَ اسْتَكْمَلْتَ أَیَّامَكَ، وَ حَضَرَ أَجَلُكَ، فَخُذِ النُّبُوَّةَ وَ میرَاثَ الْعِلْمِ، وَ اسْمَ اللَّهِ الأَكْبَرَ، فَادْفَعْهُ إِلَی ابْنِكَ هِبَةِ اللَّهِ، فَإِنّی لَمْ أَدَعِ الأَرْضَ بِغَیْرِ عَلَمٍ تُعْرَفُ بِهِ طَاعَتی وَ تُعْرَفُ بِهِ وِلاَیَتی.

فَلَمْ یَزَلِ الأَنْبِیَاءُ وَ الأَوْصِیَاءُ یَتَوَارَثُونَ ذَلِكَ حَتَّی انْتَهَی الأَمْرُ إِلَیَّ.

وَ أَنَا أَدْفَعُ ذَلِكَ إِلی عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ وَصِیّی، وَ هُوَ مِنّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسی.

وَ إِنَّ عَلِیّاً یُوَرِّثُ وُلْدَهُ حَیَّهُمْ عَنْ مَیِّتِهِمْ.

فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ یَدْخُلَ جَنَّةَ رَبِّهِ فَلْیَتَوَلَّ عَلِیّاً وَ الأَوْصِیَاءَ مِنْ بَعْدِهِ، وَ لْیُسَلِّمْ لِفَضْلِهِمْ، فَإِنَّهُمُ الْهُدَاةُ بَعْدی.

أَعْطَاهُمُ اللَّهُ فَهْمی وَ عِلْمی، فَهُمْ عِتْرَتی مِنْ لَحْمی وَ دَمی، أَشْكُو إِلَی اللَّهِ عَدُوَّهُمْ، وَ الْمُنْكِرَ لَهُمْ فَضْلَهُمْ، وَ الْقَاطِعَ عَنْهُمْ صِلَتی.

فَنَحْنُ أَهْلُ الْبَیْتِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَ مَعْدِنُ الرَّحْمَةِ، وَ مُخْتَلَفُ الْمَلاَئِكَةِ، وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ.

فَمَثَلُ أَهْلِ بَیْتی فی هذِهِ الأُمَّةِ كَمَثَلِ سَفینَةِ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ، وَ مَثَلِ بَابِ حِطَّةٍ فی بَنی إِسْرَائیلَ، مَنْ دَخَلَهُ غُفِرَ لَهُ.

فَأَیُّمَا رَایَةٍ خَرَجَتْ لَیْسَتْ مِنْ أَهْلِ بَیْتی فَهِیَ رَایَةٌ دَجَّالِیَّةٌ.

إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لِدینِهِ أَقْوَاماً انْتَخَبَهُمْ لِلْقِیَامِ عَلَیْهِ، وَ النَّصْرِ لَهُ، طَهَّرَهُمْ بِكَلِمَةِ الإِسْلاَمِ، وَ أَوْحی إِلَیْهِمْ مُفْتَرَضَ الْقُرْآنِ، وَ الْعَمَلَ بِطَاعَتِهِ فی مَشَارِقِ الأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا.

عَلَیْكُمْ نُورُ الْبَصیرَةِ رُوحُ الْحَیَاةِ الَّذی لاَ یَنْفَعُ إیمَانٌ إِلاَّ بِهِ، مَعَ اتِّبَاعِ كَلِمَةِ اللَّهِ وَ التَّصْدیقِ بِهَا.

فَالْكَلِمَةُ مِنَ الرُّوحِ، وَ الرُّوحُ مِنَ النُّورِ، وَ النُّورُ نُورُ السَّموَاتِ وَ الأَرْضِ.

فَبِأَیْدیكُمْ سَبَبٌ وَصَلَ إِلَیْكُمْ مِنَّا نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ لاَ تَعْقِلُونَ شُكْرَهَا، خَصَّكُمْ بِهَا وَ اسْتَخْلَصَكُمْ لَهَا،

وَ تِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَ مَا یَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ[10].

إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ أَنْ لَنْ یَحِلَّ عَقْدَهُ أَحَدٌ سِوَاهُ، فَسَارِعُوا إِلی وَفَاءِ الْعَهْدِ، وَ امْكُثُوا فی طَلَبِ الْفَضْلِ،

فَإِنَّ الدُّنْیَا عَرَضٌ حَاضِرٌ یَأْكُلُ مِنْهَا الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ، وَ إِنَّ الآخِرَةَ وَعْدٌ صَادِقٌ یَقْضی فیهَا مَلِكٌ قَادِرٌ.

[صفحه 814]

أَلاَ وَ إِنَّ الأمْرَ كَمَا وُقِّعَ، لِسَبْعٍ بَقَیْنَ مِنْ صَفَرٍ، تَسیرُ فیهَا الْجُنُودُ، وَ یَهْلِكُ فیهَا الْمُبْطِلُ الْجَحُودُ،

خُیُولُهَا عِرَابٌ، وَ فُرْسَانُهَا حِرَابٌ. وَ نَحْنُ بِذَلِكَ وَاثِقُونَ، وَ لِمَا ذَكَرْنَا مُنْتَظِرُونَ، انْتِظَارَ الْمُجْدِبِ الْمَطَرَ،

لِیَنْبُتَ الْعُشْبُ وَ یُجْنَی الثَّمَرُ.

دَعَانی إِلَی الْكِتَابِ إِلَیْكُمُ اسْتِنْقَاذُكُمْ مِنَ الْعَمی، وَ إِرْشَادُكُمْ بَابَ الْهُدی، فَاسْلُكُوا سَبیلَ السَّلاَمَةِ، فَإِنَّهَا جِمَاعُ الْكَرَامَةِ. وَ السَّلاَمُ[11].


صفحه 812، 813، 814.








    1. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 5 ص 133. و مصباح البلاغة ج 4 ص 143 عن معادن الحكمة لعلم الهدی.
    2. أمنع. ورد فی.
    3. أجمع. ورد فی.
    4. سورة النساء، 88.
    5. سورة طه، 134.
    6. سورة طه، 135.
    7. ورد فی بصائر الدرجات ص 454. و مختصر بصائر الدرجات ص 197. و نهج السعادة ج 5 ص 237. و مصباح البلاغة ج 4 ص 144 عن معادن الحكمة لعلم الهدی. باختلاف یسیر.
    8. الأعراف، 46.
    9. النساء، 42 و 43.
    10. العنكبوت، 43.
    11. ورد فی بصائر الدرجات ص 454. و نهج السعادة ج 5 ص 138. و مصباح البلاغة ج 4 ص 143 عن معادن الحكمة لعلم الهدی. باختلاف بین المصادر.