کد مطلب:90763 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141
تَحِیَّةً مِنَّا إِلَیْكُمْ، وَ سَلاَمٌ عَلَیْكُمْ. أَمَّا بَعْدُ، فَ[1] إِنَّ اللَّهَ تَعَالی قَدْ خَصَّكُمْ بِالإِسْلاَمِ وَ اسْتَخْلَصَكُمْ لَهُ، وَ ذَلِكَ لأَنَّهُ اسْمُ[2] سَلاَمَةٍ، وَ جِمَاعُ[3] كَرَامَةٍ. إِصْطَفَی اللَّهُ تَعَالَی مَنْهَجَهُ، وَ بَیَّنَ حُجَجَهُ، وَ وَصَفَهُ وَحَدَّهُ وَ وَصَفَ أَخْلاَقَهُ، وَ جَعَلَهُ رَصّاً، وَ أَرَّفَ أُرَفَهُ، وَ وَصَلَ أَطْنَابَهُ، وَ أَكَّدَ میثَاقَهُ. وَ فِی الْقُرْآنِ بُنْیَانُهُ وَ بَیَانُهُ، وَ حُدُودُهُ وَ أَرْكَانُهُ، وَ مَوَاضیعُ مَقَادیرِهِ، وَ وَزْنُ میزَانِهِ، میزَانِ الْعَدْلِ، [صفحه 812] وَ حُكْمِ الْفَصْلِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَخَلَ حُفْرَتَهُ أَتَاهُ مَلَكَانِ: أَحَدُهُمَا مُنْكَرٌ، وَ الآخَرُ نَكیرٌ. فَأَوَّلُ مَا یَسْأَلاَنِهِ عَنْ رَبِّهِ، ثُمَّ عَنْ نَبِیِّهِ، ثُمَّ عَنْ وَلِیِّهِ، فَإِنْ أَجَابَ نَجَا، وَ إِنْ تَحَیَّرَ عَذَّبَاهُ. فَقَالَ قَائِلٌ: فَمَا حَالُ مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ، وَ عَرَفَ نَبِیَّهُ، وَ لَمْ یَعْرِفْ وَلِیَّهُ ؟. فَقَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: ذَلِكَ مُذَبْذَبٌ، لاَ إِلی هؤُلاَءِ وَ لاَ إِلی هؤُلاَءِ، وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبیلاً[4]. قیلَ: فَمَنِ الْوَلِیُّ یَا رَسُولَ اللَّهِ ؟. فَقَالَ: وَلِیُّكُمْ فی هذَا الزَّمَانِ أَنَا، وَ مِنْ بَعْدی وَصِیّی عَلِیُّ، وَ مِنْ بَعْدِهِ وَصِیُّهُ، وَ لِكُلِّ زَمَانٍ عَالِمٌ یَحْتَجُّ اللَّهُ بِهِ، كَیْلاَ تَقُولُوا كَمَا قَالَ الضُّلاَّلُ قَبْلَكُمْ حینَ فَارَقَهُمْ نَبِیُّهُمْ: لَوْ لاَ أَرْسَلْتَ إِلَیْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آیَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزی[5]. وَ إِنَّمَا كَانَ تَمَامُ ضَلاَلَتِهِمْ جَهَالَتُهُمْ بِالآیَاتِ، وَ هُمُ الأَوْصِیَاءُ، فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ: قُلْ كُلُّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِیِّ وَ مَنِ اهْتَدی[6]. وَ إِنَّمَا كَانَ تَرَبُّصُهُمْ أَنْ قَالُوا: نَحْنُ فی سَعَةٍ عَنْ مَعْرِفَةِ الأَوْصِیَاءِ حَتَّی نَعْرِفَ إِمَاماً[7]. وَ إِنَّمَا الأَئِمَّةُ قُوَّامُ اللَّهِ عَلی خَلْقِهِ، وَ عُرَفَاؤُهُ عَلی عِبَادِهِ، لاَ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ، وَ لاَ یَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَ أَنْكَرُوهُ، لأنَّهُمْ عُرَفَاءُ الْعِبَادِ، عَرَّفَهُمُ اللَّهُ إِیَّاهُمْ عِنْدَ أَخْذِ الْمَوَاثیقِ عَلَیْهِمْ بِالطَّاعَةِ لَهُمْ، فَوَصَفَهُمْ فی كِتَابِهِ فَقَالَ جَلَّ وَ عَزَّ: وَ عَلَی الأعْرَافِ رِجَالٌ یَعْرِفُونَ كُلاً بِسیمَاهُمْ[8]. وَ هُمُ الشُّهَدَاءُ عَلَی النَّاسِ، وَ النَّبِیُّونَ شُهَدَاءُ لَهُمْ بِأَخْذِهِ مَوَاثیقَ الْعِبَادِ بِالطَّاعَةِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: فَكَیْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهیدٍ وَ جِئْنَا بِكَ عَلی هؤُلاَءِ شَهیداً یَوْمَئِذٍ یَوَدُّ الَّذینَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا [صفحه 813] الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّی بِهِمُ الأَرْضُ وَ لاَ یَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدیثاً[9]. وَ كَذَلِكَ أَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالی إِلی آدَمَ: أَنْ یَا آدَمُ، قَدِ انْقَضَتْ مُدَّتُكَ، وَ قُضِیَتْ نُبُوَّتُكَ، وَ اسْتَكْمَلْتَ أَیَّامَكَ، وَ حَضَرَ أَجَلُكَ، فَخُذِ النُّبُوَّةَ وَ میرَاثَ الْعِلْمِ، وَ اسْمَ اللَّهِ الأَكْبَرَ، فَادْفَعْهُ إِلَی ابْنِكَ هِبَةِ اللَّهِ، فَإِنّی لَمْ أَدَعِ الأَرْضَ بِغَیْرِ عَلَمٍ تُعْرَفُ بِهِ طَاعَتی وَ تُعْرَفُ بِهِ وِلاَیَتی. فَلَمْ یَزَلِ الأَنْبِیَاءُ وَ الأَوْصِیَاءُ یَتَوَارَثُونَ ذَلِكَ حَتَّی انْتَهَی الأَمْرُ إِلَیَّ. وَ أَنَا أَدْفَعُ ذَلِكَ إِلی عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ وَصِیّی، وَ هُوَ مِنّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسی. وَ إِنَّ عَلِیّاً یُوَرِّثُ وُلْدَهُ حَیَّهُمْ عَنْ مَیِّتِهِمْ. فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ یَدْخُلَ جَنَّةَ رَبِّهِ فَلْیَتَوَلَّ عَلِیّاً وَ الأَوْصِیَاءَ مِنْ بَعْدِهِ، وَ لْیُسَلِّمْ لِفَضْلِهِمْ، فَإِنَّهُمُ الْهُدَاةُ بَعْدی. أَعْطَاهُمُ اللَّهُ فَهْمی وَ عِلْمی، فَهُمْ عِتْرَتی مِنْ لَحْمی وَ دَمی، أَشْكُو إِلَی اللَّهِ عَدُوَّهُمْ، وَ الْمُنْكِرَ لَهُمْ فَضْلَهُمْ، وَ الْقَاطِعَ عَنْهُمْ صِلَتی. فَنَحْنُ أَهْلُ الْبَیْتِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَ مَعْدِنُ الرَّحْمَةِ، وَ مُخْتَلَفُ الْمَلاَئِكَةِ، وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ. فَمَثَلُ أَهْلِ بَیْتی فی هذِهِ الأُمَّةِ كَمَثَلِ سَفینَةِ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ، وَ مَثَلِ بَابِ حِطَّةٍ فی بَنی إِسْرَائیلَ، مَنْ دَخَلَهُ غُفِرَ لَهُ. فَأَیُّمَا رَایَةٍ خَرَجَتْ لَیْسَتْ مِنْ أَهْلِ بَیْتی فَهِیَ رَایَةٌ دَجَّالِیَّةٌ. إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لِدینِهِ أَقْوَاماً انْتَخَبَهُمْ لِلْقِیَامِ عَلَیْهِ، وَ النَّصْرِ لَهُ، طَهَّرَهُمْ بِكَلِمَةِ الإِسْلاَمِ، وَ أَوْحی إِلَیْهِمْ مُفْتَرَضَ الْقُرْآنِ، وَ الْعَمَلَ بِطَاعَتِهِ فی مَشَارِقِ الأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا. عَلَیْكُمْ نُورُ الْبَصیرَةِ رُوحُ الْحَیَاةِ الَّذی لاَ یَنْفَعُ إیمَانٌ إِلاَّ بِهِ، مَعَ اتِّبَاعِ كَلِمَةِ اللَّهِ وَ التَّصْدیقِ بِهَا. فَالْكَلِمَةُ مِنَ الرُّوحِ، وَ الرُّوحُ مِنَ النُّورِ، وَ النُّورُ نُورُ السَّموَاتِ وَ الأَرْضِ. فَبِأَیْدیكُمْ سَبَبٌ وَصَلَ إِلَیْكُمْ مِنَّا نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ لاَ تَعْقِلُونَ شُكْرَهَا، خَصَّكُمْ بِهَا وَ اسْتَخْلَصَكُمْ لَهَا، وَ تِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَ مَا یَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ[10]. إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ أَنْ لَنْ یَحِلَّ عَقْدَهُ أَحَدٌ سِوَاهُ، فَسَارِعُوا إِلی وَفَاءِ الْعَهْدِ، وَ امْكُثُوا فی طَلَبِ الْفَضْلِ، فَإِنَّ الدُّنْیَا عَرَضٌ حَاضِرٌ یَأْكُلُ مِنْهَا الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ، وَ إِنَّ الآخِرَةَ وَعْدٌ صَادِقٌ یَقْضی فیهَا مَلِكٌ قَادِرٌ. [صفحه 814] أَلاَ وَ إِنَّ الأمْرَ كَمَا وُقِّعَ، لِسَبْعٍ بَقَیْنَ مِنْ صَفَرٍ، تَسیرُ فیهَا الْجُنُودُ، وَ یَهْلِكُ فیهَا الْمُبْطِلُ الْجَحُودُ، خُیُولُهَا عِرَابٌ، وَ فُرْسَانُهَا حِرَابٌ. وَ نَحْنُ بِذَلِكَ وَاثِقُونَ، وَ لِمَا ذَكَرْنَا مُنْتَظِرُونَ، انْتِظَارَ الْمُجْدِبِ الْمَطَرَ، لِیَنْبُتَ الْعُشْبُ وَ یُجْنَی الثَّمَرُ. دَعَانی إِلَی الْكِتَابِ إِلَیْكُمُ اسْتِنْقَاذُكُمْ مِنَ الْعَمی، وَ إِرْشَادُكُمْ بَابَ الْهُدی، فَاسْلُكُوا سَبیلَ السَّلاَمَةِ، فَإِنَّهَا جِمَاعُ الْكَرَامَةِ. وَ السَّلاَمُ[11].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ إِلَی الْمُقَرَّبینَ فِی الأَظِلَّةِ، الْمُمْتَحَنینَ بِالْبَلِیَّةِ، الْمُسَارِعینَ فِی الطَّاعَةِ، الْمُسْتَیْقِنینَ بِالْكَرَّةَ.
صفحه 812، 813، 814.